ينابيع أبدية

ينابيع أبدية


شكلت وفرة البحرين من المياه من الينابيع التي تقع على اليابسة أو في البحر نقطة جذب للناس منذ العصور القديمة ومنحت البلاد اسمها العربي «البحرين». ووفقاً لأساطير بلاد ما بين النهرين، كانت الآلهة في بداية العالم تعيش في دلمون وباركتها بالمياه العذبة والنباتات المورقة والشباب الأبدي. وكانت تحظى ينابيع البحرين التي تقع في البحر التي تتدفق المياه العذبة من الأعماق لتلتقي بالمياه المالحة ذات أهمية قصوى من الناحية الدينية، حيث كان يعتقد الناس بأن البحر العذب المقدّس الذي يطفو عليه العالم – والمسمى «أبسو» - قد تفجّر من السطح ليشكل ينابيع المياه العذبة الوفيرة التي تتمتع بها البحرين.
 
وقد دعمت ينابيع المياه العذبة تلك صيد اللؤلؤ في البحرين وحددت موقع مراكزها الحضرية الرئيسية. وكانت الينابيع تشكّل مصدر إمداد هام بالنسبة للصيادين وتوفّر المياه للقرى عبر أنابيب المياه. ومما يؤسف له أن وتيرة التحضّر السريعة في البحرين قد أثّرت بشكل كبير جداً على احتياطيات المياه الجوفية التي كانت وفيرة يوماً ما.

 

عين بو زيدان
كانت عين بو زيدان أحد الينابيع الرئيسية في منطقة بلاد القديم خلال العهد الإسلامي الأول والأوسط وحافظ على أهميته في العصور اللاحقة وأطلق الرحالة الذين قَدِموا إلى البحرين في القرن التاسع عشر اسم العين على مسجد الخميس. وعلى الرغم من عدم تقديم أعمال التنقيب الأثري التي تمت في محيط العين وداخل بركته أية أدلة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، إلا أنه يُظنّ أن أصل عين أبي زيدان قد يعود إلى عصر دلمون.

 

عين أم السجور
كانت عين أم السجور من أغنى الينابيع الارتوازية في البحرين، ويعود أصلها إلى عصر دلمون. يعني اسمها «عين المياه الفيّاضة»، وكانت تابعة لمعبد خلال الألفية الثالثة والثانية قبل المي اد. أما اليوم، فيتكوّن الموقع من بئرين وعدد غرف وأفران، فض اً عن قناة لتصريف المياه، ويشار إلى أحد البئرين باسم البئر المقدس، أو معبد المياه.

 

بئر باربار المقدس
كان معبد باربار الذي يعود إلى عصر دلمون يتمحور حول بناء رئيسي وكان مخصصاً لعبادة «إنكي»، إله المياه العذبة لبلاد ما بين النهرين. وبالإضافة إلى البئر الرئيسية، تم في الموقع اكتشاف غرفة تحت الأرض تحتوي نبع مياه عذبة. ويُعتقد أن هذا المجمّع المائي هو أبسو المعبد، أو مكان تفجّر المياه العذبة الكامنة تحت الأرض التي كانت موطن الإله «إنكي».