المركز الإعلامي

25 سبتمبر 2017 في لقاءٍ ما بين هيئة البحرين للثّقافة والآثار ومجلس المحرّق البلديّ، معالي الشّيخة ميّ: الجمال لا يصنعه رمزٌ، بل هو حصيلة اقتران الهويّة بالفنّ
في لقاءٍ ما بين هيئة البحرين للثّقافة والآثار ومجلس المحرّق البلديّ، معالي الشّيخة ميّ: الجمال لا يصنعه رمزٌ، بل هو حصيلة اقتران الهويّة بالفنّ

في استعداداتها من أجلِ إطلاق (المحرّق، عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م)، استقبلت معالي رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة سعادة السّيّد محمّد بن عبدالله آل سنان رئيس مجلس المحرّق البلديّ، وذلك ظهر اليوم (الاثنين، الموافق 25 سبتمبر 2017م)، بحضور فريق عمل الثّقافة، وأعضاء المجلس البلديّ، من أجل الاطّلاع على مشروع مسار اللّؤلؤ في سياق مدينة المحرّق القديمة، ومناقشة الأعمال الفنّيّة المقترحة ضمن برنامج المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة للعام المقبل.

وقد زار وفد مجلس المحرّق البلديّ معرض مسار اللّؤلؤ في بداية اللّقاء، حيث اطّلعوا على مكوّنات هذا المشروع المُدرَج على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ، وتعرّفوا إلى الأعمال التّطويريّة التي من شأنها الارتقاء بالمضمون الجماليّ للمنطقة، والتّرسيخ للملامح التّاريخيّة فيها. وخلال اللّقاء، رحّبت معاليها بالحضور مؤكّدةً أنّ هذا اللّقاء من شأنه التّعريف بمشاريع الهيئة في مدينة المحرّق، وأشارت: (إنّ حدث اختيار المحرّق عاصمةً للثّقافة الإسلاميّة استثنائيٌّ، وبالتّأكيد تمّ اختيار المحرّق لاحتضانها لكلّ المقوّمات التي تؤهّلها لذلك، ونحن من خلال أدواتنا العمرانيّة نريدُ أن نوظّف هذا الحدث من أجلِ ازدهار المدينة التي نحبّ، بل ونرغبُ أيضًا أن يكون ذلك دافعًا لنا جميعًا كي نحافظ على خصوصيّة كلّ مدينة وقريةٍ، لأنّ وطننا عريقٌ بتاريخه وثقافته). وواصلت: (هذه المدينة التّاريخيّة هي جزءٌ من أحلامنا لكلّ شبرٍ من موطننا الحبيب. نحنُ لا ننظرُ للمشروع فحسب كمنجز، بل هو سعينا من أجلِ الارتقاء بالذّائقة الجماليّة، واهتمامنا أن نستثمر هذا التّاريخ العريق، وهذه الخصوصيّة من أجلِ تطوير المدينة ككلّ).

وقد استعرضت كلٌّ من الشّيخة هلا بنت محمّد آل خليفة مديرة الثّقافة والفنون وقيّمة المعارض شوق العلويّ مجموعة الأعمال الفنّيّة المقترحة ضمن برنامج (المحرّق، عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م)، حيث أشارتا إلى أنّ الأعمال الثّلاثة تهدف إلى إيجاد جماليّات بصريّة وأيقونات ثقافيّة ذات هويّة حقيقيّة في مواقع مختلفة ضمن مدينة المحرّق القديمة، حيث سيتّخذ العمل الفنّيّ (اللّوهة) للفنّان علي المحميد موقعًا بمنتزه الشّيخ خليفة، فيما (سرب طيور) للفنّان خليل الهاشميّ فسيجسّد عبورًا لطيورٍ محلّقة ما بين تقاطع شارع المطار وشارع الغوص، أمّا عمل الفنّان إبراهيم بو سعد فهو تكوينٌ فنّيٌّ مقتبسٌ عن الآية القرآنيّة الكريمة (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون). وقد أكّدت الشّيخة هلا آل خليفة خلال حديثها: (إنّ اهتمامنا بهذه الأعمال نابعٌ من دافعين أساسيين، الأوّل هو فقدان هويّة الفنّان في العديد من المجسّمات في الفضاءات العامّة، وهو ما نحاول تجاوزه عبر اختيارِ ثلاثة أعمالٍ فنّيّة لفنّانين محليّين أثروا المشهد الثّقافيّ، أمّا الثّاني فهو حاجتنا الحقيقيّة لإعادة صياغة البصريّات الجماليّة بقلبِ المدن التّاريخيّة). وجاء اقتراحُ هذه المواقع للأعمال بناءً على تغييراتٍ في مساراتِ المنطقة، وبعد عملِ دراساتٍ مع مجموعةٍ من الاختصاصيّين المعنيّين بالعلاقة ما بين الفنون والفضاءات العامّة.

إإلى جانب ذلك، تناول اللّقاء أهميّة تضمين الجماليّات بهويّة المنطقة، حيث أنّ فقدانها لذلك يعني إفراغها من قيمتها الحقيقيّة. كما أكّد الطّرفان أهميّة استمراريّة التّواصل ما بين جميع الأطراف المعنيّة، وذلك لتحقيق التّكامل من أجلِ الارتقاء بالمدن التّاريخيّة.